الغرفة البيضاء – تشارلز سيميك*(The White Room — Charles Simic)

الغرفة البيضاء – تشارلز سيميك
(The White Room — Charles Simic)
ترجمة: عبير الفقي
ما هو واضح يصعب إثباته.
كثيرون يُفضِّلون ما هو مخفي.
وأنا مثلهم.
أنصَتُ إلى الأشجار،
كان لديها سرّ
يوشك أن تُبوح لي به،
لكنها لم تفعل.
جاء الصيف.
كل شجرة في شارعي
كان لها شهرزادها.
وصارت ليالي جزءًا من حكاياتهن الجامحة.
كُنّا ندخل البيوت المعتمة،
لكن دائمًا كان هناك
مزيد من البيوت المظلمة، الصامتة، المهجورة.
كان ثمة شخص مغمض العينين
بالطوابق العليا.
ابقاني الخوف منه والدهشة
مستيقظا بلا نوم.
“الحقيقة مجردة وباردة”،
قالت المرأة التي دائمًا ما ترتدي الأبيض.
ولم تغادر غرفتها.
أشارت الشمس إلى شيء أو اثنين
من الأشياء التي نجت
من الليل الطويل
دون أذى.
أبسط الأشياء
عصيّة على الوضوح.
لم تصدر أي ضوضاء،
وكان اليوم من ذلك النوع
الذي يصفه الناس بـ “المثالي”.
هل تتخفّى الآلهة
في دبابيس شعر سوداء،
في مرآة يد،
في مشط بسن مفقود؟
لا! هذا لم يكن.
إنها فقط أشياء كما تبدو،
دون أن تطرف عين،
تستلقي خرساء في الضوء الساطع،
والأشجار تنتظر حلول الليل.
*تشارلز سيميك (Charles Simic)، وُلِد في 9 مايو 1938 في بلغراد، يوغوسلافيا (الآن صربيا).
عاش طفولة صعبة بسبب الحرب العالمية الثانية، وقد تأثّرت كتاباته بتلك التجربة.
هاجر إلى الولايات المتحدة في منتصف الخمسينيات مع والدته وأخيه ليلتحق بوالده.
درس في جامعة نيويورك، وعَمِل ليلًا أثناء دراسته.
كان أستاذًا للأدب والكتابة الإبداعية في جامعة نيو هامشير لأكثر من ثلاثين عامًا.
نال عدة جوائز مرموقة، منها جائزة بوليتزر في الشعر سنة 1990 عن كتابه The World Doesn’t End.
كما حصل على جوائز مثل Wallace Stevens Award، Frost Medal، وكان شاعرًا معتمدًا في الولايات المتحدة (Poet Laureate) للفترة من 2007-2008.
أسلوبه معروف بالتصوير القوي، البساطة الظاهرة، المزج بين العادي والمجازي، والميل إلى الغموض والسريالية الناتجة من التجربة الشخصية، الذاكرة، الحرب، والوجود.
توفي في 9 يناير 2023 عن عمر يناهز 84 عامًا.




