أدب وفن

حين ضجرت الكلمة/ أدب/ الدكتور العميد محمد توفيق أبو علي

حين ضجرت الكلمة


يُحكى أنّ كلمةً قد ضجرتْ من سكون المعجم، فقرّرت هجْرَه.
وفي ذات ضيقٍ، هجرتْه، ومضتْ تهيم على غير هدًى؛ ومن حسْن المصادفات، أنّها التقتْ ياسمينة تسير الهُويْنا أمامها؛ فمَشَتا معًا، وتبادلتا أطراف الحديث؛ فقالت الكلمة: سئمتُ سكونَ المعجم، والنّارُ تلتهم هشيمَ الأرواح حولنا؛ أمّا أنا- تقول الياسمينة- فقد مللتُ بقائي في حديقة مسوّرة، أشجارُها مزركشة بزينة اصطناعيّة، وروّادها: طاووسٌ وخفّاشٌ وذئب.
وفيما كانتا تتحدّثان سمعتا وقع أقدام، فتبيّنتاه، فإذا هو وقعُ قَدَمَيْ شاعرٍ يتّجه
نحوهما؛ وفور وصوله، بادرهما بالقول: جئت لأنضمّ إليكما، بعدما وردني هاتفٌ، ينبئني أنّكما قد خرجتما من المأوى؛ فلنمضِ؛ لنبنيَ معًا “كَوْنَنا” ولنجعل الحبّ القويّ دِثارًا يقينا ظلمَ الطّغاة، وجبروت عَسَسِهِم.
وزعم بعضُ أهل العلم اللَّدُنِيّ، أنّ هاتفًا عُلْويًّا صدح بالقول:
“طوبى للحارثين حقول الحقِّ. وحدَهُ الوجعُ الأخضر يصحّ أن يكون ضوعًا لِلْحُبّ القويّ”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى